وتنقذني مما أَراده لي وقدره علي بالنصرة والمظاهرة، إني إذا فعلت ذلك لفي ضلال مبين وهلاك أَكيد؛ لأن إِشراك ما ليس من شأْنه جلب النفع، ولا دفع الضر، بالخالق القادر الذي لا قادر غيره ولا خير إلا خيره، سفه بين وضلال واضح.
الخطاب في هذه الآية يحتمل أَن يكون من الرجل للرسل بعد أَن نصح قومه بما نصحهم به، فهموا بقتله، فأسرع نحو الرسل قائلا: ﴿إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ وأَكده لإظهار صدوره عنه بكمال الرغبة، وصادق اليقين، وأضاف الرب إِلى ضميرهم لزيادة التقدير كأنه قال: بربكم الذي أَرسلكم إِلينا والذي تدعوننا إِلى الإيمان به.
ومعنى ﴿فَاسْمَعُونِ﴾: فاسمعوا إيماني، وسجلوه علي، واشهدوا لي به عند ربكم وربي. ويحتمل أَن يكون الخطاب من الرجل لقومه شافههم به إظهارا للتصلب في الدين،