الضمير في قوله: ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾ يعود على البيت الحرام الذي كانوا يسمرُون حوله (١)، أَي: مستكبرين على المسلمين في البيت الحرام، حيث منعتموهم من أَداءِ شعائرهم حوله، وكنتم مع ذلك تجتمعون للسمر والتآمر ضدهم، والطعن في القرآن الكريم، وذم النبي ﷺ مع أَن الله جعل البيت حرمًا آمنًا لجميع خلقه، يُذكر فيه اسمه، ويُعَظَّم كتابه، ويُوقر رسوله، ولا يؤذَى فيه المؤمنون من عباده. وقيل: الضمير عائد على (آيَاتي) في قوله تعالى ﴿قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾ لأنها في معنى كتابي الذي هو القران الكريم، واستكبارهم به: تكذيبهم بآياته، بتضمين ﴿مُسْتَكْبِرِينَ﴾ معنى مكذبين، فعُدِّيَ تعدِيَتَهُ.
وحاصل المعنى: أَنهم كانوا يجتمعون بالليل حول البيت، ويتحدثون في غالب سمرهم عن القرآن بتسميته سحرًا أو شعرًا أَو أَساطير الأولين، مع تصافهم بأَنهم مع هذا يهجرون، أي: ينطقون بالفحش من كل قول، أو يهذون بالسفه البذيء، والجهل الممقوت في سب القرآن أو النبي أو الحق مطلقًا.