للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مدائن مملكته وقراها من يحشر الجند ويجمعهم كالنقباء والحجاب ليتبعوهم، وبذلك يحول بين موسى وقومه وبين ما يقصدون من الهجرة والخروج من البلاد.

٥٤ - ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾:

لفظ (هؤلاء) إشارة تحقير لبني إسرائيل، أي: قال فرعون لمن حضر مجلسه: إن بني إسرائيل الذين فروا مع موسى لطائفة قليلة من الناس تشتمل على أسباطهم، وهم بالنسبة لأعداد قومنا وجنودنا قليلون، وليس هناك ما يمنعنا من اقتفاء أثرهم والانقضاض عليهم والحيلولة دون هجرتهم، وعقابهم على فرارهم.

٥٥ - ﴿وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ﴾:

وإن موسى ومن معه - مع قلتهم وذلتهم - لصانعون بنا ما يغيظنا ويثير الحقد والغضب في نفوسنا، لأنهم خالفوا أمرنا وخرجوا دون إذننا، وحملوا معهم في مكر وحيلة ودهاء حُلينا وأموالنا وحُللنا.

٥٦ - ﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾:

وإنا لجمع طبيعته أن يحذر ويحترس ويتيقظ لكل ما يتوقع من جانب العدو، فإذا خرج علينا خارج سارعنا إلى تأديبه وإلزامه الطاعة لأمرنا، فلنا القوة، وفينا الكثرة.

﴿فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٥٨) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (٥٩) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (٦٠) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (٦٢) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣)

[المفردات]

﴿وَكُنُوزٍ﴾: وأموال حفظوها. ﴿وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾: ومساكن حسان يقيمون بها.