قال الإمام: هذه السورة كالمقابلة للسورة التي قبلها (سورة الماعون) لأن الله سبحانه وصف المنافقين في السورة السابقة بأَربعة أُمور:
١ - البخل.
٢ - وترك الصلاة.
٣ - والرياء.
٤ - منع المعاونة، وذكر الله في هذه السورة في مقابلة البخل (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) وفي مقابلة ترك الصلاة (فَصَلِّ) أي: دم على الصلاة. وفي مقابلة الرياءِ (لِرَبِّكَ) أي: لرضا ربك لا لرضا الناس. وفي مقابلة منع الماعون (وانْحَرْ) وأَراد به سبحانه التصدق بلحوم الأضاحي.
[مقاصد السورة]
١ - في هذه السورة امتنَّ الله على عبده ورسوله ﷺ بأَنه أَعطاه الكوثر، وهو الخير العظيم في الدنيا والآخرة:(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ).
٢ - وطلب منه شكرًا على هذه النعمة أن يديم الصلاة خاصة لوجهه، وأَن ينحر من طيبات أَمواله شكرًا للمنعم المتفضل:(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
٣ - وختمت السورة بهذه البشارة العظيمة:(إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) أي: إن عدوك ومبغضك هو المقطوع الذكر ليس له أثر صالح، أَما أنت فسيبقى ذكرك في العالمين.