لما ذكر -سبحانه- في السورة السابقة "وُجُوهٌ يَوْمَئذٍ خَاشِعةٌ" و"وُجُوهٌ يَوْمَئذٍ نَاعِمَةٌ" أَتبعه - تعالى- في هذه السورة بذكر طوائف المكذبين والمتجبرين كقوم عاد وثمود، وقوم فرعون، وهؤُلاءِ وجوههم خاشعة ذليلة، وأَشار -سبحانه- إِلى الصنف الآخر الذين اتصفوا بأَن وجوههم ناعمة بقوله - تعالى - (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ" وتلك مناسبة واضحة لمجيءِ هذه السورة بعد السورة السابقة وأَيضًا فيها مما يتعلق بأَمر الغاشية وما فيها.
أَهم مقاصدها:
١ - ذكرت السورة قصص بعض المكذبين لرسل الله، وبينت ما حل بهم من تنكيل، وتدمير (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ) الآيات.
٢ - أَبرزت ما بدر من الإِنسان حينما اختبره ربه في هذه الحياة بالخير والشر، والغنى والفقر، وأَشارت إِلى طبيعته في حبه لشديد للمال، والرغبة في الاستزادة منه، ولا يسأَلون أَهو من حلال أَم من حرام؟! (فأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ) الآيات.
٣ - تحدثت عن الآخرة وأَهوالها وشدائدها، وعن مجيءِ ربك لفصل القضاءِ والملائكة صفًّا صفًّا، وإِحضار جهنم، وانقسام الناس إِلى سعداءَ، وأَشقياءَ (كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) الآيات.
٤ - لفتت الأَنظار إِلى ندم المفرطين والعصاة، وأَسفهم في وقت لا ينفع فيه الندم، ولا يجدي الأَسف، بل هم يومئذ يعذبون عذابًا لا مثيل له، ويوثقون وثاقًا بلغ الغاية في الضبط والإِحكام (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) الآيات.