وفتح أَبواب السماءِ بماءً منهمر. وعمَّ الطوفانُ أَرض قومه فغرقوا، لتكذيبهم بآيات الله .. وأنجاهُ اللهُ ومَنْ آمن معه، وهم رُكّاب الفُلك - أَي السَّفينة التي صنعها - ثم يعلّل اللهُ إِهلاكَ قومِ نوح بقوله:
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ﴾:
أَي كانوا عُمْى القلوب غيرَ مستبصرين.
قال ابن عباس: عميت قلوبُهم عن معرفةِ التوحيد، والنبوةِ، والمعادِ.
وقد كان عدد ركاب سفينته من المؤمنين قليلا، فيهم من أولاده: سام وحام ويافث وزوجاتُهم. وعلى أي عدد كان ركاب السفينة، فإن الله لم يبق من ذريتهم أَحدا، سوى ذرية نوح ﵇، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ﴾ (١).
ولهذا يعتبر نوح ﵇، هو الأَبُ الثَّانِي للبشر، بعد آدم ﵇ … رجميع البشر من أَولاده الثلاثة المذكورين.