في هذا الكلام تتمة الحديث عن قصتهم بعد الإعثار عليهم، والمعنى الإجمالى للآية ما يلي:
وكذلك أعثرنا الناس على أَصحاب الكهف بعد بعثهم وقيامهم من رقودهم، حيث كشفت الدراهم التي كانت مع مبعوثهم أَنها ضُربت منذ مئات السنين في عهد ملك وثني جبار كان أصحاب الكهف قد هربوا منه ومن قومهم الوثنيين فى عهده، وظهر للفتى المبعوث أَنهم في عهد ملك آخر، وجيل يختلف كل الاختلاف عن الجيل الذى عاشوا فيه، وكان ذلك كله ليعلم الناس أَن وعد الله بالحياة الآخرة حق، وأن الساعة التي يقوم الناس فيها لرب العالمين آتية لا ريب فيها، فلما عاد الفتى إِلى أصحابه فى الكهف، وفي صحبته بعض من وقفوا على أمره من زعماء هذا العصر وأهله -لما عاد الفتى إلى أَصحابه- توفاهم الله تعالى، اذكُر لأُمتك أيها الرسول، حين يتنازع قومهم فى بعثهم، أيشبه بعث الآخرة أو يخالفه، أو يتنازعون فى أَنهم ماتوا أَو ناموا كما حدث أول مرة، ثم فرغوا من التنازع فى ذلك، واهتموا بإجلال قدرهم وتعظيم أَمرهم، بعد أَن تبين لهم موتهم، فقال بعضهم لبعض: ابنوا على باب كهفهم بنيانا، لئلا يتطرق الناس إليهم، قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن على بابهم مسجدا تكريما لهم، وَحَثًّا للناس على عبادة ربهم، وبهذا البيان أجملنا تفسير هذه الآية التى طَوَتْ تحت عباراتها القصيرة أحداثا عظيمة نفصل بعضها فيا يلى:
[تفصيل بعض أحداث القصة]
بعد أن ضَرب الله على آذان الفتية فى الكهف فلم يسمعوا ولم يدروا بما حولهم أكثر من ثلاثة قرون، -بعد ذلك- لم يبق أحد من أُمتهم التي اعتزلوها، فحِينَمَا بعثوا من رقودهم الطويل، كان يوجد غيرهم يحكمهم ملك مؤمن، فاختلف أهل مملكته في أَمر البعث، أيكون أو لا يكون؟، وإذا حدث البعث أيكون للأرواح وحدها أم يكون لها وللأجساد،؟ فشق ذلك على الملك، فلبس المُسُوح وجلس على الرماد، ودعا الله أن يبعث لأُمته آية