للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا﴾: أي أرضًا بلقاء لا نبات فيها ملساء لا تثبت عليها قدم حيث تزلق وتزول عن مكانها. بمعنى أنها تصبح مسلوبة المنافع حتى منفعة المشي عليها. فتكون بذلك أضرّ أرض بعد أن كانت أنفع أرض.

٤١ - ﴿أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا﴾: أَو يُصبح ماؤُها غائرًا أَو ذاهبًا فيها بحيث لا يمكنه استخراجه من جوفها، ولا تقدر على تفجيره بمختلف الوسائل والحيل، والتعبير بغَوْرًا .. بدل غائرًا .. للمبالغة في ذهاب مائها .. كرجل عدْل بدل عادل، للمبالغة في عدله - وإلى هنا انتهت مناظرة المؤمن لصاحبه الكافر وإِنذاره. ويحكي الله عاقبة كفره وغروره فيقول سبحانه:

﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (٤٢) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (٤٣) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (٤٤)

[المفردات]

﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ﴾: أهلك ماله كله. مأخوذ من الإحاطة والاستدارة حول الشيء من جميع جهاته، تمكنًا منه وغلبة عليه، ثم استعمل في كل إهلاك. ﴿يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ﴾: يضرب باطن إحدى يديه على ظاهر الأخرى. ثم يعكس الأمر مرارا ندمًا على ما حدث ويجوز في معناها غير ذلك. وسنعرض له في الشرح. ﴿خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾: ساقطة على أعمدتها التي هوت قبلها. ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ﴾: أي جماعة وليس للفِئة واحد من لفظها.

﴿وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا﴾: أَي ممتنعًا عما ينزله الله به. ﴿هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ﴾: الولاية بفتح الواو وكسرها: النصرة والغلبة.