للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾

[المفردات]

﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾: أَي شعراء الكفار ومن ماثلهم من أهل الضلال.

﴿فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾: أي هم متحيرون، فلا يهتدون إلى العبادة، يقال: رجل هائم وهيوم بمعنى متحير. ﴿انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾: أَي عالجوا أَسباب النصر بوسائل الحق حتى تحقق لهم. ﴿أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾: أَي أَيَّ تحوُّل، وتغير يصيبهم بين يدي الله. فالظالم ينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر الثواب، والفعل: قَلَبَه من باب: ضرب ونصر: حوَّله ظَهْرًا لبطن، والمنقَلَب: اسم زمان أَو مكان ما يحيق بهم.

[التفسير]

٢٢٤ - ٢٢٧ - ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾:

الآيات استئناف مسوق لِإبطال ما قاله المشركون في حق القرآن العظيم من أَنه من قبيل الشعر، وأَن الرسول - صلى إلله عليه وسلم - من الشعراءِ، ببيان حال الشعراءِ المنافية لحاله - عليه أَفضل الصلاة وأَزكى السلام - تنزيهًا عن الاتصاف بما وصفوه به حيث قال سبحانه: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾: أَي أَن من يحق وصفهم بالشعر هم شعراء الكفار الذين كانوا يهجون رسول الله ويقولون فيه كل كذب وباطل، والذين يشيعون بشعرهم الفحش والخنا