للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمعنى: ولينصرن الله من ينصره، وهم أُولئك الذين إِن مكناهم في الأَرض وجعلنا لهم سلطانا عليها أَقاموا الصلاة في مواقيتها، وأَعطوا زكاة أَموالهم لمستحقيها، وأَمَروا بما عرف حسنه في شرع الله وأَعراف الناس، ونهوا عن المنكر في دين الله ومنهاج الحق ولله تعالى دون غيره عاقبة الأُمور ومآلها، وفقا لتدبيره وحكمته - جل وعلا -.

﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (٤٢) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (٤٣) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (٤٤) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (٤٥)

[المفردات]

﴿وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ﴾: أَي أَهلها وهم قوم شعيب. ﴿فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ﴾: فأَمهلتهم.

﴿فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ﴾: فكيف كان إِنكارى عليهم (١) وعقابى لهم، والاستفهام بكيف للتعجيب مما عاقبهم به الله. ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا﴾: فكثير من القرى أَهلكنا أَهلها، وإِيقاع الإِهلاك على القرى على سبيل المجاز. ﴿خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾: أَي ساقطة على سقوفها؛ من خوى النجم: إِذا سقط، أَو خالية مع بقاء عروشها وسلامة بنيانها بعد ما هلكوا، من خَوَت الدار، تخْوى، خَوَاءً، إذا خلت من أَهلها، وخَوَى البطنُ من الطعام يخوى، خَوًى، وخَواءً. ﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ﴾: أَي لا يُستَقَى منها لهلاك أَهلها.

﴿وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾: أَي مرفوع البنيان، أَو مبني بالشِّيد، وهو الجص.


(١) مأخوذ من قولهم: نكرت عليه كذا، إذا فعلت فعلا يردعه، فهو بمعنى: الإنكار، كالنذير، بمعنى: الإنذار.