تحدثت هذه السورة عن قرب الساعة وإعراض المشركين عن الإيمان بها، مع أنهم قد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر، وتحدثت عن تكذيب قوم نوح له وكفرهم بما جاءهم به، فأغرقهم الله - تعالى -، ثم عقَّبته بقوم عاد وتكذيبهم لرسولهم هود ﵇ فأهلكهم الله بالريح الصرصر العاتية، وذكرت بعده قصة ثمود، وأنهم عوقبوا بصيحة واحدة جعلتهم كهشيم المحتظر، لتكذيبهم رسولهم صالحًا ﵇ وعقرهم الناقة التي جعلها الله آية لصدقه.
وجاءت بعدها قصة قوم لوط وعقابهم صباحًا بريح تحمل الحصباء، وتقذفهم بها حتى هلكوا؛ لأنهم كانوا يأتون الرجال من دون النساء مع شركهم.
وتلتها قصة آل فرعون الذي ادعى الألوهية فأغرقه الله مع جيشه الذي تبع بني إسرائيل وهم هاربون من قتله لهم وتسخيرهم - تبعهم - ليردهم إلى مصر.
وذكرت عقب ذلك أن كفار قريش ليسوا خيرًا من هؤلاء المهلكين، فسيهزمهم الله ويولون الدبر، وسوف يعذبهم الله في الآخرة، وأن عذابهم فيها أدهى وأمر من إهلاكهم في الدنيا.
وبينت السورة أَن كل شيء خلقه الله بقدر، وما أمره في الإتيان بالساعة إلا كلمح بالبصر، وأن كل شيء فعلوه مثبت في كتب أعمالهم، يكتبها ملائكة جعلهم الله لكتابة أعمال العباد، وختمت السورة بقوله - تعالى -: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾.