أَمر الله تعالى نبيه ﷺ في صدر هذه السورة الكريمة بتبكيت قريش وإِبطال مذهبهم في إِنكار البعث بطريق الاستفتاءِ في قوله - تعالى -: ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا﴾ (١) وساق البراهين الناطقة بأَنه سيتحقق لا محالة وبيَّن ما سوف يلقونه عند ذلك من فنون العذاب واستثنى منهم عباده المخلصين، وفصل - سبحانه - ما لهم من النعيم المقيم، ثم ذكر - سبحانه - أَنه قد ضلَّ مِنْ قبلهم أَكثر الأَوَّلين، وأَنه - تعالى - أَرسل إِليهم منذرين على وجه الإجمال، ثم أَورد قصص بعض الأَنبياءِ ﵈ بنوع تفصيل متضمنا كل منها ما يدل على فضلهم وعبوديتهم له ﷿ ثم أَمره ﷺ بتبكيتهم بطريق الاستفتاءِ عن وجه ما زعموه من نسبة البنات إلى الله - تعالى - وقد قال بذلك