هاتان الآيتان وما بعدهما مما يتصل بهما نزلت في الوليد بن المغيرة، وكان قد اتبع رسول الله ﷺ على دينه فعيَّره بعض المشركين وقال: لم تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار؟ فقال: إني خشيت عذاب الله، فضمن له أن يتحمل عنه عذاب الله إن أعطاه شيئًا من باله، فأعطاه ما كان قد وعده به ثم بخل بباقيه فنزلت.
وقال مقاتل: كان الوليد قد مدح القرآن ثم أمسك عنه فنزل ﴿وَأَعْطَى قَلِيلًا﴾ أي: من الخير بلسانه ثم قطع ذلك وأمسك عنه، وقيل غير ذلك.
ووجه صلة هذه الآيات بما قبلها: أنه - تعالى - لما بين في الآيات السابقة جهل المشركين في عبادة الأصنام، ذكر في هذه الآيات قصة أحد زعمائهم في جهله ورجوعه عن الحق.
والمعنى: أفرأيت - أيها الرسول - هذا الذي رجع عن الحق ولم يثبت عليه، وأعطى قليلًا من مدح الإِسلام والإقبال عليه، وقطع العطاء فلم يستمر عليه، بل رجع إلى شركه ودين قومه.
(١) "أفرأيت" الهمزة هنا: التعجيب من سوء حال الذي تولى، ورأيت: بمعنى علمت، وأبصرت.