وكما تسمى سورة التحريم تسمى المتحرم، ولم تحرم؛ وسورة النبي ﷺ وعن ابن الزبير سورة النساءِ.
[مناسبتها للسورة التي قبلها وهي سورة الطلاق]
أَنها متواخية معها في الافتتاح بخطاب النبي ﷺ وأَن السابقة مشتملة على طلاق النساءِ، وهذه على تحريم الإماء وبينهما من الملابسة ما لا يخفى.
ولما كانت السابقة في خصام وطلاق نساء الأُمة ذكر في هذه خصومة نساء النبي المصطفى ﷺ إِعظامًا لهن أَن يذكرون مع سائر النسوة فأُفردن بسورة خاصة، ولذلك ختمت بذكر آسية امرأَة فرعون، ومريم ابنة عمران. قاله السيوطي عليه الرحمة.
[أغراض السورة]
عتاب الرسول ﷺ عتابًا رقيقًا لطيفًا في التحريم والتحليل قبل ورود وحي سماوي (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) الآية.
تناولت أَمرا على جانب من الخطورة أَلا وهو إفشاء السر الذي يكون بين الزوجين والذي يهدد الحياة الزوجية بالتردي والتوقف، وضربت المثل برسول الله ﷺ حين أَسَرَّ إِلى حفصة حديثًا، واستكتمها إِياه فأَفشته إِلى عائشة حتى شاع وذاع مما أَغضبه ﷺ حتى هم بتطليق أَزواجه (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا .. ) الآية.
حملت على أَزواجه - صلوات الله عليه - حملة عنيفة حين حدث ما حدث بينهن من التنافس (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ … ) الآية.
أَبرزت الأمر بالابتعاد عن جهنم، وخوفت من عذابها بأَشد أَنواع الوعيد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا .... ) الآية.