للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا﴾ أي: يجمعهم للحساب عابدين ومعبودين.

﴿أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ﴾ أي: أهؤلاء خصوكم بالعبادة دوني؟ ﴿سُبْحَانَكَ﴾: تنزيها لله عن الشرك. ﴿أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ﴾ أي: أنت ربنا الذي نواليه ونطيعه ونخلص في العبادة له. ﴿يَعْبُدُونَ الْجِنَّ﴾ أي: الشياطين حيث أطاعوهم في عبادة غير الله.

﴿فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ﴾: لا يملك المعبودون للعابدين.

﴿نَفْعًا﴾: شفاعة ونجاة.

﴿وَلَا ضَرًّا﴾: عذابًا وهلاكًا. ﴿وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أي: ظلموا أنفسهم وهم المشركون.

[التفسير]

٤٠ - ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ﴾:

واذكر - أيها النبي - يوم يحشر الله المستكبرين والمستضعفين وما كانوا يعبدون من دون الله، وحين يعظم بالناس الحال، ويشاهدون من الأهوال ما لا يحيط به المقال، ثم يقول الله للملائكة - أمام من كانوا يعبدونهم -: أهؤلاء خصُّوكم بالعبادة دونى؟ وهذا الكلام مع كونه خطابًا للملائكة، فهو تقريع للمشركين وتبكيت لهم، وإقناط لهم عما علقوا به أطماعهم من شفاعة الملائكة - عليه م السلام - وليس للاستفهام والاستعلام؛ لعلمه - سبحانه - بما تجيب به، وهو على نهج قوله - تعالى - لعيسى : ﴿أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (١) وقد علم - سبحانه - كون الملائكة وعيسى منزهين بُرآء مما وجه إليهم من موضوع السؤال الوارد على سبيل التقرير والغرض أن يقول ويقولوا، ويسأل ويجيبوا، فيكون تقريعهم أشد، وتعييرهم أبلغ، وخجلهم أعظم، وَهَوانُهُم ألزم، وتخصيص الملائكة بالذكر؛ لأنهم أشرف شركاء المشركين الذين لا كتاب لهم، ولأنهم الصالحون للخطاب، ولانه إذا بطلت عبادتهم، فعبادة غيرهم أولى بالبطلان، وذكر ابن الوردى في تاريخه أن سبب حدوث عبادة الأصنام


(١) سورة المائدة من الآية: ١١٦.