للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا} أي: زَوّج بعضكم ببعض.

{وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ}: وما يطول عمر أحد حتى يصير معمرًا.

{وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ}: ولا ينقص من عمر أحدٍ غيره، بأن يعطى عمرًا ناقصًا عنه.

{هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ}: هذا عذب شديد العذوبة.

{وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ}: وهذا مالح شديد الملوحة يحرق بملوحته.

{وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا}: كاللؤلؤ والمرجان.

{وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ}: الفلك تطلق علي السفينة الواحدة، وعلى أكثرُ منها، والمراد هنا السفن، ومعنى مواخر: جاريات تشق الماء بجريها.

التفسير

١٠ - {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ}:

كان الكفار يتعزِّزون بالأصنام، كما قال - تعالى -: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا} (١) والمنافقون يتعززون بالمشركين، كما قال - سبحانه -: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (٢) فأنزل الله - تعالى - هذه الآية تخطئة لهؤلاء وأولئك، وبيانًا لأن العزة من الله لمن أطاعه، فهو الذي تطلب منه العزة بطاعته.

والصعود هو التحرك إلى أعلى، وهو لا يكون في الكلام على الحقيقة، فهو مجاز عن قبوله، والمقصود من قوله: {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ ... } قريش، حيث اجتمعوا في دار الندوة ليمكروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يشير إليه قوله - تعالى - {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (٣).


(١) سورة مريم: ٨١.
(٢) سورة النساء: ١٣٩.
(٣) سورة الأنفال، آية: ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>