للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)

[المفردات]

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: صدقوا برسالة محمد ﴿وَالَّذِينَ هَادُوا﴾: أي الذين دانوا باليهودية؛ دين موسى ويطلق عليهم اسم اليهود.

﴿وَالنَّصَارَى﴾: من ينتسبون إلى النصرانية؛ دين عيسى وهو جمع واحده نصران ومؤَنثه نصرانة.

وهذا الاسم مأْخوذ من الناصرة، التى سكنتها السيدة مريم بعد عودتها بعيسى من مصر وهو مراهق -وكانت سنه حينئذ اثنتى عشرة سنة- كما قيل. ﴿وَالصَّابِئِينَ﴾: من يخرجون من دين إلى دين، مفرده صابئ، وسيأتي بسط الحديث عنهم في التفسير.

[التفسير]

٦٢ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾:

جاءَت هذه الآية الكريمة عقب وصف اليهود باستحقاق غضب الله، بسبب كفرهم وقتلهم الأَنبياءَ بغير حق، لتشعرهم بأن غضب الله عليهم وما يستتبعه من عقاب يمكن رفعه عنهم وحلول الرضا محله، وفوزهم بالأَجر الجزيل بلا خوف من عقاب، ولا حزن على فقدان ثواب، إن هم آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحا.

وقد شاءَ الكريم المنان، أَلا يحرم من هذه المنة غيرهم، فعم بها النصارى والصابئين، ويدخل في حكمهم مَنْ دان بأَى دين آخر، أَو كان ممن لا دين لهم، فكل من آمن بعد كُفر، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.