والمعنى: ولقد أَرسلنا رسلًا إلى أمم كثيرة، في زمان قبل زمانك، فكذبوهم فعاقبناهم علَى تكذيبهم وكفرهم بالشدائد: كالقحط والجوع، وبالإضرار: كالمرض ونقصان الأنفس والأموال، لعلهم يبتهلون ويتذللون إلى ربهم تائبين من كفرهم ومعاصيهم.
لَوْلَا هنا: للتنديم والتوبيخ على تركهم التضرع، مع وجود مقتضيه وانتفاءِ المانع منه.
والمعنى: فَهلَّا - حين جاءَهم بأسنا وشدتنا - ابتهلوا إلينا خاضعين مستغفرين، ولكنهم استمرُّوا في قسوة قلوبهم، فلم ينزجروا بما بلوناهم به، ولم يتوجهوا إلينا بالدعاءِ والاستغفار. وزيَّن لهم الشيطان ما كانوا يعملونه من الشرك والمعاصي، وحَسَّنه إليهم، فأقاموا عليه.
﴿نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ﴾: تركوا الاتعاظ بما خوِّفوا به، وهو: البأساءُ والضراءُ.
﴿بَغْتَةً﴾: فَجْأَة.
﴿مُبْلِسُونَ﴾: متحيرون، آيسون من النجاة.
﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ﴾: فأهلك آخرهم. من دَبَرَهُ، إذا كان خلفه، وقَطْع دابرهم: كناية عن إهلاكهم حتى آخرهم وهذا يستلزم - قبل ذلك - إهلاك أولهم بالضرورة.