في هذه الآية وما بعدها يحكى الله موقف المنافقين ومرضى القلوب من وعد الله بالنصر في غزوة الأَحزاب، وتخذيلهم للمجاهدين من أَهل المدينة، وفرارهم من المعركة بأَعذار واهية، والتعبير بلفظ (يقول) بدلا من (قال) للدلالة على تكرار قولهم: ﴿مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ واستحضارًا لصورته لمزيد التشنيع عليهم.
روى النسائي بسنده عن البراءِ قال: لما أَمرنا رسول الله ﷺ أن نحفر الخندق عرض لنا صخرة لا تأْخذ فيها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول الله ﷺ فجاءَ رسول الله ﷺ فأَلقى ثوبه وأخذ المعول وقال:"باسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلث الصخرة ثم قال: "الله أكبر أعطيتُ مفاتيح الشام، والله إني لأُبصر قصورها الحمراءَ الآن من مكانى هذا" قال: ثم ضرب أُخرى وقال: "باسم اللهِ" فكسر ثلثًا آخر، ثم قال: "الله أَكبر. أُعطيت مفاتيح فارس، والله
(١) وعورة في الأصل: مصدر، بمعنى الخلل، وصفت بها البيوت للمبالغة، ويوصف بها المفرد والمثنى والجمع مذكرًا أو مؤنثًا بلفظ واحد كما هو شأن المصادر.