للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٨٤ - ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ﴾:

تهديد للمشركين ووعيد لهم، وطمأنة للمؤمنين وحفز لهم، أي أن كل واحد منكم سواء أكان مؤْمنا أَم كافرا، مقبلا أم معرضًا، راجيًا أم قانطا. يعمل على طريقته ومذهبه وأخلاقه التي ألفها في الهدى والضلال. وسيُجْزَى كل عمله لا تخفى منه خافية.

﴿فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا﴾: أَي فربكم الذي خلقكم أعلم بمن هو أبين منهاجا، وأرشد طريقا وهو المؤْمن المهتدى فيثيبه ويجزل عطاءه، كما هو أعلم بمن يمشي مكبا على وجهه شديد العناد في سلوكه، فلا يمنحه توفيقه، ولا يزيده إلا خسارًا ونكالًا.

﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)

[المفردات]

﴿الرُّوحُ﴾: يطلق على ما به حياة الأنفس يُذَكَّر ويؤنث، ويطلق أيضًا على القرآن وعلى الوحي وجبريل، - كما يطلق على غير ذلك، وسيأتي بيان المراد منه في الآية.

﴿مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾: من شأنه الذي اخْتَصَّ به .

[التفسير]

٨٥ - ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾:

نزلت هذه الآية الكريمة حينما سألت قريش الرسول عن الروح بإيعاز من اليهود فقد أخرج أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان وجماعة من ابن عباس قال: قالت قريش لليهود اعطونا شيئًا نسأل هذا الرجل، فقالوا سلوه عن الروح فنزلت. وقيل بعثت النضر ابن الحارث، وعقبة بن أَبي معيط إلى أحبار يهود المدينة فقالوا: سلوه عن أَصحاب الكهف وعن ذى القرنين وعن الروح، فإن أجاب عنها أو سكت، فليس بنبي، وإن أجاب عن بعض وسكت عن بعض فهو نبي. فجاءُوا وسألوه فبين لهم القصّتين وأبهم أمر الروح، وهو مبهم في التوراة؛ لأنه مما استأثر الله بعلمه ولم يطلع