للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتقديم وصف العزة المنبئ بقهر أعدائه - صلى الله عليه وصم - وإهلاكهم أوفق بمقام التسلى والصبر على المشاق اللاحقة به من هؤلاء المشركين.

٢١٨، ٢١٩ - ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾:

المراد من الساجدين هنا: المصلون، أَي: الذي يراك حين تقوم للصلاة، وتتصرف فيما بين المصلين بقيامك وركوعك وسجودك وقعودك إذا أمَمْتَهُم. هكذا قال ابن عباس.

وقيل: يراك حين تقوم للتهجد، ويرى تقلبك بين المتهجدين بذهابك ومجيئك فيما بينهم؛ لتصلح أحوالهم، ولتطلع عليهم من حيث لا يشعرون؛ لتعم كيف يعملون لآخرتهم (١).

وقال مجاهد: يراك حيثما كنت.

٢٢٠ - ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾: أي السميع لأقوال عباده، ولكل ما يتعلق به السمع، العلم بحركاتهم وسكناتهم، وبكل ما يتعلق به العلم، ويندرج فيه ما تنويه وتعمله، كما قال تعالى: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُومِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ الآية (٢).

﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾

[المفردات]

﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ﴾: أَي هل أُخبركم، وفعله نبَّأَ. يقال: نبأَه الخبر، وبه.

﴿عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾: أي على كل من اتصف بكثرة الإِفك وهو الكذب،


(١) روى أنه لما نسخ فرض قياما الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصًا كثرة طاعتهم، فوجدها كبيوت الزنابير، لما سمع بها من دندنتهم بذكر الله وتلاوة القرآن.
(٢) سورة يونس، من الآية: ٦١