المسيح ابنًا له كذلك لاستحالة ذلك على الله تعالى، وإِذا كنت أَدعوكم إِلى وحدانيته، ولا برهان لكم على مزاعمكم، فلماذا لا تستجيبون لما دعوتكم إِليه، وكل الآيات تدل عليه وترشد إِليه.
أَي وكما أَرسلنا قبلك المرسلين وأَنزلنا عليهم الكتاب بلغاتهم وأَلسنتهم، أَرسلناك وأَنزلنا عليك القرآن عربيا بلسانك ولسان قومك، ليسهل عليهم تفهم معناه واستظهاره والرجوع إِليه في الأَحكام، وإِنما سمى القرآن حكمًا لما فيه من الأَحكام والشرائع التي يحتاج إليها المكلفون، وتقتضيها الحكمة ليصلوا بها إِلى السعادة في الدنيا والآخرة، وكان عربيا لأَن الأُمة التي بعث منها الرسول لغتها العربية، فجاء القرآن بلغتهم ليفهموه ويبلغوه لغيرهم.
(وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ): أَي ولئن اتبعت يا محمد أَهواء الكافرين التي يدعونك إِليها مخالفة لما أُنزل إِليك من الحق كاستقبال بيت المقدس بعد تحويل القبلة، وعبادة غير الله ابتغاءَ مرضاتهم.
(بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ): أَي بعد ثبوت العلم عن طريق الوحى والحجج الساطعة والبراهين القاطعة.
(مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ): أَي ليس لك من دون الله ولى ولا ناصر ينصرك فينقذك منه، ويقيك من عذابه إِن أَراد عذابك. والخطاب هنا للنبي ﷺ والمراد الأُمة، وفي هذا وعيد لأَهل العلم إِن هم حادوا عن الطريق واتبعوا سبل أَهل الضلالة.