بعد أن بين الله - في الآيات السابقة - أن مصير الكافرين النار - تابعيهم ومتبوعيهم - جاءَت هذه الآية الكريمة، لإقناطهم من دخول الجنة.
والمعنى:
إن الذين كذَّبوا بآياتنا، المثبتة لوجود الله ووحدانيته، وسائر صفاته العليَّة، والدَّالة على صدق الرسل وصحة المعاد والجزاء، وبالغوا في الاستكبار عن الإيمان بها والالتفات إِليها - أُولئك المكذِّبون المستكبرون - لا تفتح - لأَدعيتهم وأعمالهم - أبوابُ القبول في السماء .. أو لا تفتح لأَرواحهم - بعد قبضها - أبواب السماءِ لتتصل بالملائكة، وتنعم بالراحة وتقابَل بالترحيب، كما هو شأْن المؤمنين .. بل يُقال لها عند اتجاهها إليها - كما ورد في الحديث الشريف -: "لَا مَرْحَبًا بِالنفْسِ الخَبيثَةِ، كَانَتْ في الْجَسَدِ الخَبِيثِ. ارْجِعِى ذَمِيمَةً .. لَا تُفْتَح لَكِ أَبْوَابُ السَّماءِ. فَتُرْسَلُ مِنَ السَّماء. ثم تَصِيرُ إلَى الْقَبْرِ".
أَخرجه الإِمام أحمد والحاكم وصححه، والنسائي وغيرُهم عن أبي هريرة برفعه إلى رسول الله ﷺ.
وذلك بعكس أرواح المؤمنين التي يقال لها إِذا عُرِجَ بها إِلي السماء:"مَرْحَبًا بالنفْسِ الطيِّبةِ كَانَتْ في الجَسَدِ الطيِّبِ .. ادْخُلِى حَميدَةً، وَأبْشِرِىِ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ رَاضٍ غَيْرِ غَضْبَانَ .. فلا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلك، حَتى تَنْتَهِىَ إِلَى السَّماء السَّابعة" أخرجه من ذكرناهم سابقا.
أَي: وكما أُوصدت أبواب السماءِ دون أقوالهم وأعمالهم وأرواحهم. فكذلك أَبواب الجنة موصدة في وجوههم لا يدخلونها بأَى حال. كما لا يدخل البعير، أو الحبل الغليظ في ثقب الإبرة.