للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إذا تعمد الخطأ، مثل أثِمَ يأثمَ إثْما، وأخطأ إذا لم يتعمد، إخطاءً وخَطَأً.

(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى): ولا تدخلوا في شيء من مقدمات الزنى، فضلا عن مباشرته.

(فَاحِشَةً): فعلة سيئة ظاهرة القبح. (لِوَلِيِّه): لوارثه الذى له المطالبة بدمه فإن لم يكن له ولى فالسطان وليه، (سُلْطَانًا): تسلطا واستعلاءً على القاتل ومؤَاخذته بالقصاص أو الدية.

(فَلَا يُسْرِف في القتْلِ): بأن لا يقتل غير القاتل ولا يمثل بالمقتص منه. (يَبْلُغَ أشُدَّه): يصل إلى حد الرجال، ويبلغ وقت اشتداد قوته فى البدن والعقل وتدبير المال وصلاح الحال.

(وَأوْفُوا الكَيْلَ): اجعلوه وافيا كاملا مضبوطا بلا خديعة.

(بِالقِسْطَاسِ المستَقِيمِ): بالميزان العادل.

(وَأحْسَنُ تَأويلًا): وأحسن مآلا وعاقبة فى الدنيا والآخرة.

[التفسير]

٣١ - ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾:

بعد أن بين الله -سبحانه- فى الآية السابقة أن أمر الرزق بيده توسيعا وتضييقًا نهى عباده في هذه الآية عن قتل الأولاد مشفقين من فقر ينالهم.

والمعنى: ولا تقتلوا أولادكم خوفا من فقر ينالكم بسبب قيامكم بالإنفاق عليهم، لأن قتلهم كان في شرع الله منذ القدم إثما عظيما، لا يقع إلا ممن لا يؤْمن بربه ولا يتوكل عليه، فنفسه خواء وقلبه فارغ ليس به أثر إيمان ولا بقية يقين، إن هذا العمل الشائن الفاجر ذنب كبير ناشيء عن تزيين الشركاء من الجن أو سدنة الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله ليوقعوا الآباء في مهاوي الضلال والفساد والهلكة قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ﴾ (١).

فلو تركتم -أيها المشركون- عبادة غير الله وآمنتم برَبكم حق الإيمان لعلمتم أنه -سبحانه- قد تكفل بأرزاق خلقه جميعا: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ (٢).


(١) سورة الأنعام: من الآية رقم ١٣٧.
(٢) سورة هود: من الآية ٦.