والدنيا، فأَكثرنا نسلهما وجعلنا منهما أَنبياءَ ورسلًا، واختلفت أَحوال ذريتهما فكان منها محسن بالإِيمان والطاعة لنفسه، وظالمٌ لنفسه بالكفر والمعاصي ظلمًا بيِّنًّا ظاهر القبح.
وفي هذا تنبيه إِلى أَن الخبيث والطيب لا يجرى أَمرهما على العرق والعنصر، فقد يلد البر فاجرًا، وقد يلد الفاجر بَرًّا، وهذا مما يهدم أَمر الطبائع والعناصر، وينبِّه إِلى أَن الظلم في أَعقابهما لم يعد عليهما بعيب ولا نقيصة، وإِنما يعاب المرء بسوءِ فعله، ويعاقب على ما اجترحت يداه لا على ما وجد من أَصله وفرعه.