أَي: لم ينته فضلنا على إبراهيم وولده عند كشف غمته، وإنزال الفداء، بل تجاوزنا هذا وزدناه حيث تركنا عليه، أَي: أَبقينا له وأعقبناه الثناء الحسن والذكر الجميل في الأُمم المتعاقبة بعده تتحرك به الشفاه وتنطلق به الأَلسن ترديدًا إلى آخر الزمان - تركنا عليه - ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾. فكل أَهل الأَديان يحيونه بالسلام عليه بلغاتهم.
١١٠ - ﴿كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾:
أَي: مثل هذا الجزاء العظيم: من دوام الذكر، وخالد الثناء نجزي المحسنين في أعمالهم، الصادقين في نيّاتهم وإِخلاصهم.
١١١ - ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾:
أَي: إِن إِبراهيم ﵇ من جملة عبادنا المؤمنين الراسخين في الإيمان، الصادقين في العقيدة، ومن كان من جملة عبادنا المؤمنين لا يكون منه إلاَّ أَطيب الأَعمال، وأصدق الطاعات، ولا يكون له إلاَّ أَكرم الحسنات، وأَوفى المثوبات.
أَي: وتوالى إِكرامنا لإِبراهيم، واستمرت منحتنا عليه حيث بشرناه بعد إِسماعيل بإِسحاق ولدًا آخر، وطويت في هذه البشارة بشارات حسن تنشئته وإِدراكه مدارك الرجال، ونبوَّته.
وفي ذكر الصلاح بعد النبوَّة تعظيم لشأْنه، وإيماءٌ إِلى أَنه الغاية للنبوة، وأَنه الثمرة المرجوة.