للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله - تعالى -: ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾:

معناه: فعلنا هذه الأمور كلها ليكون لهم منها تذكر وعظة واعتبار فيرجعوا عن كفرهم، ويقلعوا عن إصرارهم وعنادهم.

﴿وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧)

[المفردات]

﴿مُصِيبَةٌ﴾: عقوبة ونقمة. ﴿لَوْلَا أَرْسَلْتَ﴾: هلا أرسلت.

[التفسير]

٤٧ - ﴿وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ … ﴾ الآية.

الكلام عن الرسالات السماوية وعن إرسال الرسل خليق أنا يثير في نفس السامع تساؤلا عن الدوافع والأسباب المقتضية لذلك، وجاءت هذه الآية إجابة عن هذا التساؤل، توضح أن الحكمة السامية في إرسال الرسل قطع أعذار المشركين والعصاة، وإلزامهم الحجة حتى لا يكون لهم اعتذار إذا واجهوا مصيرهم ولاقوا جزاءهم، والآية وإن كانت تشير إلى الحكمة في إرسال محمَّد إليهم، لكنها تشير إلى مثلها في جميع الرسالات.

والمعنى: ولولا أن تصيب المشركين من قريش وغيرهم من الكفار عقوبة، أو تحل بهم نقمة بسبب ما يقترفون من الكفر، وما يرتكبون من المعاصي، فيقولوا معتذرين عن إتيانها: فعلنا ذلك جهلًا، يا ربنا هلَّا أرسلت إلينا رسولًا يرشدنا إلى خير ما نفعل، ويوجهنا إلى السلوك السوي فنتبع آياتك الظاهرة على يديه، ونسير في أفعالنا على هديه، ونكون من المؤمنين بما جاء به فلا نفعل ما فعلناه.