للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿يُثْخِنَ في الْأَرْضِ﴾: أَي يبالغ فيها بالقتل والجرح حتى تظهر شوكة المسلمين وقوتهم.

﴿عَرَضَ الدُّنْيَا﴾: حطامها - سمى عرضا لسرعة زواله.

﴿لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ﴾: أَي لأَصابكم بسبب ما أَخذتموه من الفدية.

﴿خِيَانَتَكَ﴾: أَي الغدر بك بنقض العهد.

﴿فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ﴾: لأَقدرك عليهم قتلًا وأَسرًا.

[التفسير]

٦٧ - ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ في الْأَرْضِ .... ﴾ الآية.

سبب نزول هذه الآية: أَن الرسول ، استشار أَصحابه في أَسارى بدر بعد انتهاء وقعتها، فقال أَبو بكر : يا رسول الله: أَهلك وعشيرتك فَمُنَّ عليهم بالفداء، وقال عمر : يا رسول الله: لقد آذوك وأَخرجوك فاقتلهم فإِنهم أَئمة الكفر، فأَخذ النبي برأى أَبي بكر وأَطلق سراحهم في مقابل فدية من كل واحد منهم، فنزلت الآية، وظاهرها أَنها عتاب للنبي وللمسلمين الذين وافقوا على قبول الفدية، ولكن المقصود بها الإِيذان باستحقاق أولئك الأَسرى أَن يقتلوا بسبب موقفهم من الدعوة الإِسلامية ومن النبي والمسلمين بمكة وبعد الهجرة، وأَنهم ليسوا أَهلا لهذه المنَّة التي مَنَّ بها عليهم الرسول .

والمعنى: ما ينبغي لنبى ومن معه من المؤمنين، أَن يستبقوا الأَسرى أَحياءً، قبل أَن يثخنوا في الأَرض ويغلظوا فيها بقتل الأَعداء، حتى تتربى المهابة في نفوس المشركين وكان هذا مشروعًا في أَول فرض الجهاد، ثم أَنزل الله تعالى بعد ذلك:

﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾.