أي: ينزل ويسكن كلٌّ منا في أي مكان أراده من جنته الواسعة ﴿فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ من كلام الداخلين عند الأكثر، والمخصوص بالمدح مقدر، أي: فنعم أجر العاملين هذا الأَجر أو الجنة، ولم يقولوا: فنعم أجرنا، بل قالوا: فنعم أجر العاملين للتعريض بأَهل النار أنهم غير عاملين، وقال مقاتل: هو من كلام الله، أي: قال الله: فنعم أجر العاملين هذا الأجر العظيم الذي نلتموه.
لما ذكر الله حكمه في أهل الجنة والنار، وأنه أنزل كلا في المحل الذي يليق به ويصلح له وهو العادل في ذلك الذي لا يجور، أخبر عن ملائكته أنهم محدقون من حول العرش المجيد محيطون به من كل جانب، يسبحون بحمد ربهم ويمجدونه ويعظمونه، ويقدسونه وينزهونه عن النقائص والجور، وقد فصل في قضايا الخلق وقضى الأمر وحكم بالعدل، ولهذا قال ﷿: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ﴾ أي: حكم بين الخلائق بالعمل، ثم قال: ﴿وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أي: نطق الكون جميعه: الحمد لله رب العالمين الذي عدل في