للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم استنكر الله أن لا يتقي المشركون مَن هذه آيات عظمته فقال سبحانه:

﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ﴾:

أي أبعد ما تقدم بيانه من أَن كل ما في السماوات والأرض يسجد ويخضع لله، وأن الطاعة واجبة له، والجزاء حق من حقوقه، أبعد ما ذكر تخصون غير الله بالتقوى؟ مع أنه - تعالى - هو المستحق لها دون سواه، ثم أنكر عليهم شركهم مع توالى نعمه عليهم فقال سبحانه:

﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (٥٣) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٥٤) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥)

[المفردات]

﴿تَجْأَرُونَ﴾: تتضرعون ليكشف عنكم الضر. والجُؤار، رفع الصوت بالدعاء والاستعاثة (١).

﴿فَتَمَتَّعُوا﴾: أمر تهديد لهم وليس أمر إباحة.

[التفسير]

٥٣ - ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾:

المعنى: وما يصاحبكم من نعمة في أَنفسكم وأَموالكم وأولادكم فهى صادرة من الله تعالى.

مدبرها وخالقها ورازقها، ثم إِذا أصابكم الضرر إِصابة يسيرة فإليه وحده تتضرعون ومستغيثين


(١) قال الأعشى:
يُراوحُ من صلواتِ الملِيـ … ـك طورا سُجُودًا وطورًا جُؤارًا