للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التفسير]

١٢٨ - ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا … ﴾ الآية.

الربط:

لا تزال الآيات متصلة بشئون النساء.

سبب النزول:

أخرج الحاكم في مستدركه، عن عروة بن الزبير، عن أَبيه، عن عائشة أَنها قالت له (١): يابن أختي (٢)، كان رسول الله لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندنا. وكان قَلَّ يومٌ إلا وهو يطوف علينا فَيَدنُوَنَّ من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ إلى من هو يومها، فيبيت عندها. ولقد قالت سودة بنت زمعة - حين أسَنّت - وفَرِقَت أن يفارقها رسول الله : يا رسول الله، يومي هذا لعائشة، فقبل ذلك رسول الله قالت عائشة: ففي ذلك أَنزل الله ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا … ﴾ الآية.

ومثل ذلك رواه أبو داود .

والمعنى: النشوز والإِعراض يصح أن يوصف كل من الزوجين بهما.

وقد سبق الحديث عن نشوز المرأَة في الآية (٣٤) من هذه السورة.

أما هذه الآية، فقد تحدثت عن نشوز الزوج وإعراضه .. والمقصود من نشوزه، ترفعه عن صحبتها والإِبقاء عليها. والمقصود من إعراضه عنها: عدم اهتمامه بها، وهو أخف - في التباعد عنها - من النشوز.

ولكل منهما أَسبابه، كتقدم الزوجة في السنن، وعقمها، وذبول جمالها، وتغير طباعها، وإهمالها لمنزلها، وتقصيرها في رعاية أولادها، وامتداد يدها إلى مال زوجها، وخروجها من المنزل بغير إذنه تباعا، رغم تحذيره لها من ذلك: إلى غير ذلك من الأسباب التي تأتي من خاصيتها.


(١) أي قالت لعروة بن الزبير.
(٢) فهو ابن أختها أسماء.