روى أن الله جل شأْنه سلط على أَهل مكة القحط سبع سنين حتى كادوا يهلكون فطلبوا منه ﷺ أن يدعو لهم بالخصب ووعدوه بالإِيمان، فلما دعا لهم واستجاب الله دعاءَه ورحمهم بإِنزال المطر، أخذوا يطعنون في آيات الله تعالى ويكيدون لرسوله ﷺ فنزلت هذه الآية.
والمعنى: وإذا أنعمنا على هؤلاءِ الكفار وأمثالهم بنعمة الصحة والسعة، وأَفضنا عليهم أَنواع الخير ورحمناهم بكشف ما نزل بهم من المصائب الأليمة والمكاره الشديدة التي خالطتهم وأَحاطت بهم حتى أَحسوا بشدة وطأتها عليهم وسوءِ أَثرها فيهم، إذا رحمناهم بكشفها سارعوا سرًّا وفي خفاءٍ إِلى تدبير ضروب الكيد لآياتنا التي أنزلناها على رسولنا محمد ﷺ واحتالوا في دفعها وبالغوا في تكذيبها.
﴿قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا﴾:
أى قل أيها الرسول لهؤلاءِ الماكرين تهديدا لهم ووعيدًا:
الله جلت قدرته أَعجل عقوبة وأَشد أَخذًا فلن يصل من كيدهم شئٌ إِلى رسول الله، ولا إِلى الحق الذي جاءَ به من عند الله، وتسمية عقاب الله مكرًا لذكره مع مكرهم في سياق واحد (١)، ثم أكد القرآن الكريم تهديدهم حين قال تعالى: