للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

﴿إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ﴾: أَي إن أَخرناهم سنين وجعلناهم ينتفعون بالمتاع، ويطلق على كل ما ينتفع به من مأْكل ومشرب وأَثاث ونحوها. ﴿مَا كَانُوا يُوعَدُونَ﴾: من العذاب، والوعد: مع المفعول يستعمل في الخير وفي الشر، فإِذا أَسقطوا المفعول وهو الخير والشر قالوا في الخير: الوعد والعدة، وفي الشر: الإيعاد والوعيد، فإذا جاءُوا بالباء في الشر جاءوا بالهمز فقالوا: أوعده بالسجن. اهـ: مختار الصحاح بتصرف.

﴿إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ﴾: أي مخوفون من العقاب.

﴿وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾: أي واضعين الشيء في غير موضعه حينما أنزلنا بهم العذاب.

[التفسير]

٢٠٤ - ٢٠٧ - ﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (٢٠٤) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾:

الآيات توبيخ للمشركين وإِنكار عليهم في قولهم للرسول تكذيبًا واستبعادًا: ﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (١)، وقولهم: ﴿أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا﴾ (٢).

قال مقاتل: قال المشركون للنبي - صلى المه عليه وسلم -: يا محمَّد إِلى متى تعدنا بالعذاب فنزلت هذه الآيات.

ومعناها: كيف يستعجلون عذابنا تكذيبًا به، واستبعادًا لوقوعه، وهو لا حق بهم لا محالة لكفرهم مهما طال عليهم الأَمد، أخبرني - أيها العاقل - عن هؤلاء المكذبين إن متعناهم سنين متطاولة بمختلف أنواع المتع الدنيوية التي أملوها، فطالت أَعمارهم، وصحت أبدانهم، وكثرت أموالهم وأولادهم، وتحققت كل رغباتم، ثم أَتاهم الذي كانوا يوعدونه من العذاب، فأي شيء أَغنى عنهم ما كانوا فيه من متاع الدنيا؟ إِنه لا يغنى عنهم شيئًا في دفع العذاب أو تخفيفه، وإنما هم في العذاب خالدون. وفي هذه الآية: ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾ موعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.


(١) من الآية ٣٢ من سورة الأنفال.
(٢) من الآية ٩٢ من سورة الإسراء.