قال الآلوسى: واستظهر أَبو حبان أَنها في موضع العرض وقت البروز بين يدي الله تعالى. اهـ. وأَيا ما كان الأَمر فالمواقف في يوم القيامة متعددة، ومن الجائز أَن تتعدد المراجعة والخصومة تبعًا لتعددها.
٢٢ - (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ … ) الآية: لما ذكر الله تعالى المحاورة التي تكون بين الرؤساءِ والأَتباع من كفرة الإِنس والجن، أَردفها بالمحاورة التي تكون بين الشيطان وأَتباعه، وهى التي تضمنتها هذه الآية الكريمة وما بعدها.
والمعنى: وقال الشيطان لأَتباعه بعد أَن قضى الله بين عباده فأَدخل المؤمنين الجنة وأَسكن الكافرين النار -قال الشيطان لأَتباعه- ليزيدهم حزنًا إِلى حزنهم وحسرة إِلى حسرتهم (إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ): على أَلسنة رسله أَن يبعثكم ويحاسبكم ويجازيكم على أَعمالكم إِن خيرا فخير وإِن شرًّا فشر ووعد الله حق، وخبره صدق، وقد أَنجز الله ما وعد.