هذه الآيات وما بعدها استمرار من الرجل في حوار قومه مع التلطف والملاينة في إرشادهم بإيراده في معرض المناصحة لنفسه، حيث أَراهم أَنه اختار لهم ما اختار لها مع التعريض بهم والتقريع لهم على ترك عبادة خالقهم إِلى عبادة غيره.
والمعنى: وأَي شيء أَصابني؟ وأَي سفه خالط عقلي حتى أُمسك عن عبادة ربي الذي ابتدأ خلقي، وابتدع وجودي ووجودكم، وله مرجعي ومرجعكم نرجع إليه بالبعث فيجازينا بأعمالنا خيرا وثوابا أَو شرا وعقابا؟
ومعنى قوله - تعالى - حكايته عنه: ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً … ﴾ إِلى آخر الآية أيستقيم لي ويتأَتى في عقلى أَن أَتخذ من دون الله آلهة غيره، أَعبدهم وأَدين لهم، إن يردني ﷾ بضر، ويقدره علي؛ لا تغني شفاعتهم عني شيئا من النفع، ولا تقدر أَن تخلصني