أي: إذا السماء انشقت وتصدعت وصارت أبوابًا وذلك لنزول الملائكة، وإذا الكواكب تساقطت متفرقة منتشرة كجواهر ولآلئ قطع سلكها وبتر خيطها، وإذا البحار فتحت وشقت جوانبها وزال ما بينها من الحواجز والبرازخ واختلط ماؤها العذب بمائها الملح الأُجاج حتى صارت بحرًا واحدًا ثم تنشف الأرض جميعًا وتجف وتيبس فتصير بلا ماءٍ ويقضي على أسباب الحياة فيها، وإذا القبور قلب ترابها وصار أعلاها أَسفلها، وأُخرج مَنْ دفن فيها (علمت نفس ما قدمت وأخرت) هذا وجوب (إذا السماء انفطرت) وما عطف عليه، أي: إذا حصل هذا علمت كل نفس مكلفة علمًا تفصيليا عند نشر صحف أعمالها ما قدمته من عمل خير أو شر، وما أخَّرته من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها بعد ذلك، أو ما قدمته من أموال لنفسها مما أنفقته في سبيل الله، وما أخرته وتركته لورثتها يستمتعون به وينتفعون وتحاسب هي عليه، أما العلم الإجمالي لذلك فإنه يحصل قبل ذلك؛ لأن المطيع يرى آثار السعادة، والعاصي يرى آثار الشقاء في أول الأمر.