أي: وعدكم الله - أيها المسلمون - ووعد الله لا يتخلف؛ إذ الخلف في الوعد كذب وحاشا لله ذلك. أي: وعدكم - سبحانه - بمغانم كثيرة من أموال وسلاح وأرض وسبى تأخذونها من الكفار في مستقبل أيامكم إلى يوم القيامة إذا تحققت فيكم صفات المؤمنين، إذ قد وعد الله رسله والمؤمنين النصر على أعدائهم، قال - تعالى -: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ (١).
(فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ) أي: فَقَدَم لكم مغانم خيبر عاجلة دون مشقة أو قتال تطييبا لخاطركم، ومنع أهل خيبر ومن جاءه لنصرتهم من بني أسد وغطفان أن ينالوكم بسوءٍ؛ حيث قذف الله في قلوبهم الرعب فنكصوا على أعقابهم وولوا الأدبار هاربين فارين فزعا وخوفًا. (وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) أي: ولتكون هذه المغانم أمارة وعلامة للمؤمنين يعرفون بها أنهم من الله بمنزلة عظيمة ومكانة رفيعة، وأنه - سبحانه - كفيل بنصرهم والفتح عليهم، أو يعرف بها المؤمنون صدق الرسول ﷺ في وعده إياهم فتح خيبر وما يلي ذلك من فتح مكة ودخول المسجد الحرام، (وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) أي: وَيثبتكم الله على الهدى والطاعة ولا يفتنكم في دينكم، أو يزيدكم هدى وتقوى؛ فإن قومًا هذا شأنهم وفيهم رسول الله ﷺ جدير بهم أن يكونوا على الجادّة والصراط السويّ والطريق المستقيم.