للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَو احذر فتنتهم لك، وَصَرْفَهُم لك عن بعض المُنزَلِ إليك.

وإِعادة (مَاَ أَنزَلَ اللهُ إلَيْكَ): لتأْكيد التحذير: بتهويل الخطب إِذا تمكنوا من صرفه عن ذلك.

(فَإِن تَوَلَّوْا): أَي أَعرضوا عن قبول الحكم المنزل، وأَرادوا غيره، مما يتفق مع أهوائهم.

(فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ): أَلَا وهو ذنب التولِّي والإعراض عن حكم الله، والرغبةِ في خلافه.

وفي قوله: (بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ): إشارة إلى أَن ذنوبهم كثيرة. وأن التولي والإعراض بعضها.

(وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ):

أي لخارجون عن طاعة الله، منحرفون عن حكمه، متمردون في الكفر.

﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)﴾.

[التفسير]

٥٠ - (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ … ) الآية.

هذا إنكار وتعجيب من حالهم، وتوبيخ لهم.

أي: أيتولَّون عن حكمك فيبغون حكم الجاهلية؟!

والمراد بالجاهلية: متابعة الهوى والمداهنة في الأحكام؛ لأن الجاهل لا يُصدِر حُكمَه عن كتاب، ولا يرجع إلى وحي. أو المراد: أهل الجاهلية ممن كانوا قبل الإِسلام، يخضعون للهوى في أحكامهم. أي أَيطلبون حكم من كانوا في عصر الجهل والضلال.