وسميت بهذا الاسم لورود كلمة (وزخرفًا)، وصلتها بسورة الشورى التي قبلها: أن كلا منهما أشادت بالقرآن الكريم فختمت الشورى بالآيتين:
﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ألَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾، وافتتحت سورة الزخرف بالقسم بالقرآن الكريم على أنه محفوظ في أم الكتاب (وهو اللوح المحفوظ)، وأنه من عند الله عظيم القدر رفيع الشأن منزل على مقتضى حكمة الله - جل وعلا -.
[بعض مقاصد السورة]
١ - أَبانت السورة كون القرآن الكريم موصى به من عند الله - تعالى - وأنه نزل بلسان عربى مبين ليفهمه العرب وليتدبروا آياته عساهم يعقلون ما اشتمل عليه من الأحكام ومكارم الأخلاق فيحملهم بذلك ويدفعهم إلى الإيمان به.
وإيثار العرب بتحمل مسئولية الرسالة المحمدية العالمية؛ لأن لهم أخلاقًا كريمة وصلابة في الدين، وشجاعة في الحق، وصدقًا في الوعد، وهمة في الوفاء.
٢ - أن السورة جاءت بتهديد المشركين بإهلاكهم كما فعل بمن قبلهم، وذلك إذا استمروا على كفرهم وعنادهم ﴿فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ﴾.
٣ - وضحت هذه السورة الكريمة بعض الآيات الكونية التي تظهر قدرة الله وتفرده بالجلال وأنه - سبحانه - حقيق بالوحدانية، وذلك عن طريق لفت نظر المخاطبين إلى ما هو واضح وبيّن في ملكه من أرض مهدها وبسطها لهم إلى سماء أنزل منها ماء بمقدار معلوم فأحيا به الأرض بعد موتها وأنبت فيها الزرع والزيتون والنخيل ومن كل الثمرات، وأنه - سبحانه - سيخرج الناس ويبعثهم من قبورهم يوم القيامة، كما يحيى الأرض