ووجه الاستدلال على البعث بذلك: أن من قدر على إخراج النار من الشجر الأخضر مع ما فيه من الماء المضاد لها، فهو أقدر على إعادة الغضاضة فيما كان غضا طريًّا فبلى ويبس.
هذه الآية استئناف من جهة الله - تعالى - لتأييد ما كلف الرسول بتبليغه، وهو: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ … الآيتين. والهمزة للإنكار والنفي، والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام.
والمعنى: أليس الذي أنشأها أول مرة، وليس الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارًا وليس الذي خلق السموات والأرض - مع كبرهما وعظم شأنهما - بقادر على أن يخلقهم ومثلهم ويبعثهم من قبورهم مع صغرهم، وحقارة شأنه، بل هو قادر وهو الخلاق الكثير الخلق، العليم الواسع العلم، فلا يعجز عن بعثهم.