أمرَ بالبر، ينبغى له أن يسبق من يدعوه إِليه، فلا ينسى نفسه ويذكر الناس، وعليه أن يستعين بالصبر والصلاة على قهر النفس وتطويعها للبر، وعل تحمل مشاق الحياة ومتاعبها، فإنهما يمنحان النفسى قوة الاحمّال، ويسهلان لها صعاب الأُمور.
﴿نِعْمَتِيَ﴾: المراد بها؛ جميع مما انعم الله به عليهم.
﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾: أي على عالمى زمانهم، قبل أن يضلوا، وتنسخ شريعتهم بما بعدها.
﴿لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾: أي لا تقضى عنها شيئًا من الحقوق.
﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾: أي ترد شفاعة من يشفع لها، لو فرض أنها وجدت شفيعًا.
﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾: أي ولا هم يمنعون من عذاب الله لهم.
[التفسير]
في هاتين الآيتين، يذكر الله تعالى، بني إسرائيل بنعمه التي انعمها عليهم، ويطلب منهم أن يقوا أنفسهم ويحموها من العقاب، بالايمان والعمل الصالح. ويخبرهم: أنهم إن جاءُوا بشفاعة شفيع، فلن تقبل منهم، أو أعْطَوْا فديةً فلن تؤْخذ منهم، أو حاولوا الخلاص بالقهر، فلن يتمكنوا منه. فلا منجاة من عذاب الله لمن يستحقه. وفيما يلي تفصيل ذلك: