للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلامية، وقتلهم الخليفة فى بغداد، وإلقائهم كتب العلم في نهر دجلة، وقتلهم أعدادا هائلة من المسلمين، واستيلائهم على البلاد الإسلامية حتى الشأم، حيث هزمهم جيش مصر في معركة (عين جالوت) [*]

[سؤال هام وجوابه]

إذا كان سد (يأجوج ومأجوج) قد فتح كما يشير إليه حديث مسلم المذكور، وكما دلت عليه أحداث التتار بعد تحطيم سد الصين الذى اشتهر بأنه سد يأجوج ومأجوج، فكيف يكون تخريبه من علامات الساعة القريبة، فى حين أن الدنيا لا تزال كما هي دون أن تحدث أشراط الساعة الكبرى، ومنها نزول عيسى ؟ ولا يحتمل أن يكون (يأجوج ومأجوج) لا يزالون وراءَ سدهم في مكان آخر من الأرض وأنه لم يفتح بعد؛ فإن الأقمار الصناعية صَوَّرتْ كل أنحاء الأرض، والطيارات طارت فوق أقطارها وبحارها فلم يبق في أرض الله مكان خفى عن عدسات التصوير أو عن العيون، عن العيون، فكيف تكون أُمتان بهذا الخطر، وبالكثرة التى تحدثت الأخبار عنها ولا يعثر لهم على مكان؟ فضلا عن أن بلاد الله كلها مفتوح بعضها على بعض، ومتصلة بشتى وسائل الاتصال فأين يوجدون؟

لهذا نرى أن يأجوج ومأجوج اسمان مأخوذان - كما قالوا - من أَجَّ الظليم: إذا أَسرع أو من أَجيج النار: وهو اتقادُها، فيمكن إطلاقهما على ذوى الغلبة والقهر من أهل الفساد

وقد أطلقهما الله فى سورة الكهف على صنف حجزهم ذو القرنين بسده ثم فتحوه، وأطلقهما هنا على صنف خطير آخر يخرج فى آخر الزمان في عهد عيسى قرب قيام الساعة، ويكون من علاماتها، وقد عبر اللهُ عن خروجهم حينئذ بالفتح في قوله: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ﴾ على سبيل الكناية، للإيذان بأن أبواب شرهم تفتح على مصاريعها بعد أن كانت مغلقة، كما تقول: فتح العدو شره على الآمنين، هذا ما نراه في فهم النص الكريم، والله تعالى أعلم

٩٧ - (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقِّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا.) الآية.

المراد باقتراب الوعد الحق؛ القرب الشديد للبعث الذي وعده الله عباده في كتابه


[*] (تعليق الشاملة): في المطبوع (مرج دابق)، وقد استُدرِك لاحقا في المطبوع، فجاء في الصفحة رقم (١٢٦٢) من هذا الجزء ما نصه:
ورد في الصفحة (رقم ١١٥٧) من الحزب الثالث والثلاثين، أن جيش مصر هزم التتار في معركة (مرج دابق) والصواب أنه هزمهم في معركة (عين جالوت) فنرجو من القارئ أن يصحح نسخته، ونعتذر له عن هذا السهو وشكرا.