﴿وَعَنَتِ﴾: وخضعت، وذلت خضوع العانى وهو الأَسير، وفرق بعض اللغويين بين الخضوع وبين الذل، فجعل الخضوع بمعنى الخشوع والتذلل لذى طاعة، وجعل الذل وصفا لمن كان ذليل النفس في ذاته.
﴿الْقَيُّومِ﴾: الدائم القيام بتدبير أَمر خلقه وحفظهم. ﴿هَضْمًا﴾: نقصا من الحق.
المراد بالوجوه جميع الناس أَو المجرمون الذين سبق الحديث عنهم، وإِطلاق الوجوه عليهم مجاز، ويصح أن يراد بها حقيقتها، وتخصيصها بالذكر لأَنها أَشرف الأَعضاء الظاهرة، وأول ما تبدو عليه آثار الخضوع والذل.
والمعنى: وذلت الوجوه وخضعت واستسلمت في هذا اليوم العصيب الذي تقدم الحديث عن بعض أهواله - استسلمت استسلام الأسرى لجبار السموات والأَرض، الحي الذي لا يموت، القائم على أُمور عباده، بتدبيرها وحفظها، والقيام بما يصلحها.
﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا﴾: المراد بمن حمل ظلما، كل كافر، أو ما يَعمُّهُ وغيره من سائر العصاة، وخيبة كل عاص بقدر ما حمل من الظلم.
والمعنى: وخضعت النفوس للحى المسيطر على كل شئٍ وقد خسر كل من كسب ظلما في دنياه، حين يعرض يوم القيامة على مولاه فيأمر بعقابه على ما كسبت يداه.