للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا المعنى ورد حديث مرفوع جاء فيه (ولد لنوح سام وحام ويافث، فولد لسام العرب وفارس والروم وولد لحام القبط والبربر والسودان، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة) وضعفه علماءُ الحديث، والله أعلم، وهما اسمان أَعجميان، أَو عربيان مأْخوذان من أجَّ الظليم إِذا أسرع، أو من أجيج النار، وهو ضوءُها وشررها، وهذا المأخذ يشير إِلى شرهم وفسادهم، وأنهم مثل النار ولا جيرة لهم، كما أن المأخذ الأول يشير إلى سرعتهم في شن الغارات على جيرانهم، والعودة بغنائمهم إِلى حيث يعيشون وراء الجبلين اللذين أقيم السد بينهما، وهذان الجبلان كما يقول بعض الباحثين: (بين سمرقند والهند) وعلى هذا يكون المراد من يأْجوج ومأجوج المغول والتتار.

وتمتد بلادهم من التبت والصين إلى المحيط المتجمد الشمالى، وتنتهى غربًا إلى ما يلى بلاد التركستان، وحددت في هضبات آسيا الوسطى شمال الصين، ما بين الدرجة السابعة والعشرين والدرجة الخمسين من خطوط العرض الشمالية، وبذلك تبلغ بلادهم في العرض ثلاثًا وعشرين درجة (١).

وهذه الأُمم عرفت في التاريخ بإغارتها على الأُمم المجاورة من آن لآخر، كما عرف عنهم تجاوز إِفسادهم إِلى أطراف الأرض، فقد انحدروا من مرتفعات آسيا الوسطى إِلى أوروبا وخربوها كما خربوا آسيا الغربية التي بعث فيها الأنبياءُ، وكانوا يحذرون منهم أقوامهم، وسنتحدث عن جرائمهم في عهد الإسلام بمشيئة الله.

[اسم السد ومكانه]

واسم السدِّ الذي بناه ذو القرنين بين الجبلين المذكورين (سد باب الحديد) وراء جيحون في عمالة بلخ، بقرب مدينة ترمذ.

وَقد دك هذا السد كما وعد الله تعالى، وإِليه يشير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}.


(١) راجع ج ٩ من تفسير الجواهر ص ١٩٩ وقد نقله مؤلفه الشيخ طنطاوى جوهرى عن فاكهة الخلفاء، وابن مسكويه في تهذيب الأخلاق، ورسائل إخوان الصفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>