للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عنهم. فقال هذا جبريل جاء يعلمكم أمر دينكم، والحديث في البخاري والنسائي وغيرهما.

٩٦ - ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾:

يروى أَن كفار قريش حين سمعوا قوله سبحانه: ﴿هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا﴾ قالوا: فمن يشهد لك أَنك رسول الله؟ فنزل قوله تعالى: ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ … ﴾ الآية.

والمعنى قل كفى باللهِ شهيدا على أني رسول أديت واجب الرسالة إليكم على أكمل وجه، وعلى أنكم بالغتم في التكذيب والعناد، فهو شاهد لي وعليكم، عالم بما كان مني ومنكم.

﴿إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾: هذا تعليل لكفاية شهادة الله مع الإِيذان بطمأَنة الرسول، وتهديد الكفار، أَي أنه سبحانه محيط بأَحوال وأعمال عباده جميعا: الرسل والمرسل إِليهم، عليم بظواهرهم وبواطنهم لا تخفى عليه منهم خافية، يهدى من أقبل عليه، ويتخلى عمن تولى عنه، ولهذا قال سبحانه:

﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (٩٧) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (٩٨)

[المفردات]

﴿عُمْيًا﴾: جمع أَعمى وهو الذي لا يبصر.

﴿بُكْمًا﴾: جمع أبكم وهو الذي لا ينطق.