للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (١٣٣)﴾.

[التفسير]

١٣٣ - ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ … ﴾ الآية:

أَي: فعاقبنا فِرعون وقومة بأَنواع أُخرى من العقوبات لا أَصروا على الكفر ولم يعتبروا بما رأَوا من الآيات.

وتلك العقوبات - هي:

١ - إفاضة الماء الكثير وتسليطه عليهم حتى أَحاط بهم وملأَ بيوتهم وغطَّى أَرضهم وزرعهم. فأَتلف الزروع ومنع الناس من حرث الأَرض والسير في الطرق لقضاءِ حوائجهم وتدبير شئون حياتهم. وسلط عليهم:

٢ - الجراد الذي أَكل الزرع والغرس والثمار، وأَلحق بأَبواب بيوتهم وسقوفها التلف والدمار؛ وأَرسل عليهم:

٣ - الْقمَّلَ أَيضًا فملأَ ثيابهم وأَجسامهم وشعورهم وعيونهم - وهو الْقَمْل المعروف - وكذلك أَرسل عليهم:

٤ - الضفادع فملأَت المنازل والمضاجع والاَّطعمة - والأَشربة حتى أَقلقتهم وصاروا لا يطيقون الحياة معها. وأَيضًا أَصابهم:

٥ - الدم الذي اختلط بالماءِ فصاروا لا يستسيغون شربه، أَو ابتلاهم بالرعاف، وكانت هذه الآيات مفصلات، أَي بيّنات واضحات الدلالة على أَنها عقوبات لهم على كفرهم وبغيهم لا يشتبه في ذلك عاقل، وقيل: إِن تفصيلها هو تفريقها في أَزمان مختلفة، لامتحان أَحوالهم.

﴿فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾:

أَي: فاستكبر هؤلاءِ الطغاة عن الإِيمان بموجب آيات الله وصاروا باستكبارهم قومًا مبالغين في الكفر والعدوان ومصرّين عليهما.