للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٦١ - ﴿قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾:

المعنى: قال نوح للأَشراف الذين اتهموه بإحاطة الضلال به: ليس بي أي شيءٍ من الضلالة التي زعمتم إحاطتها بي، ولكنى رسول من رب العالمين.

ومَن كان كذلك، فهو في تمام الهدى إِلى الحق .. فكيف تتركون عبادة مالك العالمين إلى عبادة ما لا حول له ولا قوَّة؟.

وعقب ذلك، بأنه أَبْرَأ ذِمَّتَهُ بتبليغهم رسالة ربِّه ونصحهم. فقال:

٦٢ - ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾:

المعنى: أُبلغكُم - من آن لآخر - رسالة ربي، المشتملة على توحيده وعبادته، وعلى قواعد السلوك المرتضى، والأَخلاق الفاضلة، وعلى شئون الآخرة، التي ينتهى إليها الناس .. وأنصح لكم باتباعها؛ لتحصلوا على ثوابه، وتنجوا من عقابه، وأَعلم من شئون الله ما لا تعلمون من عظيم القدرة، وشدَّة البطش بمن يظلُّون - على كفرهم - بعد تبليغ رسالاته - أي أَوامره ونواهيه - إِليهم.

﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٦٣) فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ﴾.

[المفردات]

﴿ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾: تذكير ووعظ من خالقكم، (الفلك): السفينة، (قوما عمين): قوما عُمْى القلوب.