هذا من تتمة قول القائل: ﴿أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ﴾ وجوز أَن يكون من كلامه - تعالى - قال سبحانه - تصديقًا لقول ذلك القائل، وتقريرا له مخبرا به - جلَّ وعلا - حبيبه ﷺ وأمته، والتأْكيد للاعتناء بشأن الخبر.
٦١ - ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾:
أي: لنيل مثل هذا الأمر الرفيع ينبغي أن يعمل العاملون لا للحظوظ الدنيوية السريعة الزوال المشوبة بفنون الآلام، وهذا الكلام - من قول الله ﷿ لأهل الدنيا. أي: قد سمعتم ما في الجنة من الخيرات والجزاء و ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾.
﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا﴾ النزاع: ما يُقَدَّم للنازل من الرزق.
﴿أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾ الزقوم: شجر مُرٌّ يكون بتهامة، سميت به الشجرة الموصوفة وهي صغيرة الورق كريهة الرائحة.
﴿فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ﴾: محنة وعذابًا لهم في الآخرة. وابتلاءً لهم في الدنيا.
﴿طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ﴾ أي: ثمرها كأَنه في تناهي الكراهة وقبح المنظر رءُوس الشياطين، والعرب تشبه القبيح الصورة بالشيطان أو رأس الشيطان أو وجهه.