للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من عاصرك من اليهود عن حال أَهل القرية التي كانت مشرفة عل البحر، حين يظلمون ويتجاوزون حدود الله في يوم السبت بالصيد فيه وهو محرم عليهم، تعظيمًا لهذا اليوم الذي كان يوم راحة وعبادة لديهم، كما حرم عليهم فيه الاشتغال بغيرها، وكانت تأْتيهم حيتانهم يوم سبتهم ظاهرة على وجه الماءِ، حيث أَدركت بغريزتها هدوء حركة الصيد في هذا اليوم، فكانت تطفو على وجه الماءِ آمنة. وكأَن الله تعالى - يبعثها على الظهور في هذا اليوم ابتلاء لهم، وحين لا يكونون في يوم السبت لا تظهر على وجه الماءِ ولا تكون كثيرة لديهم.

﴿كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾:

أَي مثل ذلك الابتلاء الشديد نبتليهم بسبب فسقهم وخروجهم على طاعة الله - تعالى - السبت اسم لليوم المعروف، وأضيف إِليهم في قوله تعالى: "يوم سبتهم" لاختصاصهم بأَحكامه، ويجوز أَن يكون مَصْدَرَ سَبَتَ اليهود إِذا عظمت السبت بالتجرد للعبادة فيه ويؤيده قراءة: "يَوْمَ إِسْبَاتِهمْ" وكذا قوله تعالى "وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ": أَي ويوم لا يعظمون السبت، لأَنهم في يوم آخر سواه.

﴿وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (١٦٦)﴾.

[المفردات]

﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ﴾: قال الأَزهرى؛ المعذرة بمعنى الاعتذار، وَعُدَّىَ بإِلى متضمنة معنى الإِنهاء والإِبلاغ.