﴿أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ﴾: أُذكِّركم وأحذركم بكلمة واحدة هي:
﴿أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ (١)﴾ قيامهم لله: اهتمامهم بالتفكير لوجه الله فما دعاهم إليه الرسول ﷺ وليس المراد به ما يقابل القُعُود، من قولهم: قام فلأَن بالأمر، أي: اهتم به حتى أتمه.
﴿مَثْنَى وَفُرَادَى﴾ أي: اثنين اثنين وواحدًا واحدًا.
﴿ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا﴾ أي: يتفكر الاثنان كلاهما مع الآخر على سبيل التشاور والتفاهم للوصول إلى الحقيقة، ويتفكر كل واحد في نفسه بعد التشاور مع صاحبه.
﴿مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾: جملة مستأنفة للتعليل، أي: ثم تتفكروا فيما دعوتكم إليه لأنه ليس بصاحبكم جنون. ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ﴾ أي: ما محمد إلا رسول مُنذر لكم.
﴿مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ﴾ أي: لم أسألكم على تبليغ الرسالة أجرًا، فالأجر لكم إن آمنتم بالله ورسوله.
﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ﴾ أي: ما أجرى إلاَّ عليه سبحانه.
(١) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدره تقديره: قيامكم لله، وهو بدل من لفظ (واحدة).